ليه يفشل المحتوى الإعلاني؟ 7 أخطاء أغلب البراندات تقع فيها وكيف يتم تفاديها">
المحتوى الإعلاني اليوم ما عاد مجرد صورة وكلام، صار ساحة معركة كل براند فيها يحاول يرفع صوته وسط الزحمة. والمنصات مثل الطرق السريعة، اللي ما يعرف يمسك المسار يختفي بين السيارات. الإعلانات تتكرر قدام الناس بشكل يومي، وكل شي يصير أسرع وأقصر وأكثر منافسة. ولو المحتوى ما كان واضح، مباشر، وجاذب… الجمهور يمشي كأنه ما شاف شيء. كثير براندات تتوقع المشكلة من “الجمهور”، بينما الحقيقة إن المشكلة من الإعلان نفسه. عشان كذا لازم نفهم بالضبط ليه الإعلانات تفشل رغم أن صاحبها يحس إنه سوّى كل شيء صح. الموضوع مو كمية، الموضوع جودة. والجودة تبدأ من الفكرة وتنتهي بالCTA اللي يحرك المستخدم.
أول خطأ يخرب الإعلانات هو إن الإعلان ما له فكرة رئيسية تمسكه. الفكرة الأصلية هي العمود الفقري للإعلان، ومن دونها المحتوى يصير مشتت. كثير ناس يبدأ الإعلان من التصميم، أو من صورة جاهزة، أو من فكرة شكلية، بدون ما يسأل: وش الرسالة؟ وش الهدف؟ وليه يهم المستخدم إنه يعرف هذا الشي؟ الإعلان اللي ما يملك فكرة محددة يعيش مثل إعلان “عام”، تشوفه وما تتذكره. الفكرة هي الشرارة اللي تخلي الإعلان يشعل. إذا كانت الفكرة ضعيفة، الإعلان كله يطيح. وإذا كانت قوية، كل شيء يبني عليها. بعض الإعلانات الناجحة أصلها جملة واحدة، لكن تم تنفيذها بطريقة ذكية. الجمهور ما يحتاج “معلومات كثيرة”، يحتاج “معنى واحد” يوصل له بسرعة. لو الجملة الرئيسية مو واضحة، الإعلان يفقد هويته.
الخطأ الثاني، إن الإعلان يحاول يخاطب الجميع. وكأن البراند خايف يفقد أحد. لكن هالمقاربة ما تشتغل أبدًا. الناس تختلف باهتماماتها، أعمارها، مشكلاتها، وأولوياتها. لما تحاول تكلم الكل، فعليًا ما تكلم أحد. الإعلان الذكي يحدد الجمهور صح. يعرف بالضبط مين يشوفه، ويعرف وش اللي يحركه، ويعرف وش المشكلة اللي يعاني منها. هذا الشيء يخلي الرسالة أقوى وأكثر تأثير. أحيانًا يكفي إن الإعلان يتوجه لجزء صغير من الجمهور لكنه يلامسهم صح، بدل ما يروح للملايين وما يترك أثر. الجمهور يحب الإعلان اللي يحس إنه مكتوب “له”، مو المكتوب “للكل”. وهذا هو اللي يصنع الفرق بين إعلان تمشي عنه وإعلان توقف عنده.
الخطأ الثالث اللي يخرب كثير حملات إن المحتوى طويل أو ثقيل في منصات قصيرة. اليوم الواحد يشوف مئات المقاطع باليوم، ويقلب الشاشة أسرع مما تتوقع. إذا إعلانك يحتاج “وقت” عشان ينفهم، المستخدم ما يكمله. كثير ناس تجيب نصوص كثيرة، معلومات كثيرة، كلام رسمي، أو جمل طويلة… وهذه البضاعة ما تمشي في عالم يسوون فيه “سكيب” خلال ثانية. اليوم الإعلان الذكي هو اللي يوصل الرسالة قبل ما المستخدم يقرر يكمل أو يمشي. اختصار الرسالة ما يعني إنها تفقد قوتها، بالعكس، البساطة هي أقوى سلاح. الكلام اللي يدخل القلب هو الكلام اللي يجي بدون لف. حتى البراندات العالمية قامت تخفف النصوص، تركز على “الفكرة” بدل الكلام. وهذا اللي يقرب الإعلان من المستخدم أكثر.
الخطأ الرابع هو إن الإعلان ما يحتوي قصة. الإعلان اللي ما يروي شيء، ما يثير شيء. الناس تتفاعل مع القصص أكثر من المنتجات. المتلقي ما يشتري بس عشان الخصم أو المواصفات، يشتري لأنه حس إنه “فهم” الرسالة. لو الإعلان ما يحسس المستخدم إنه جزء من المشهد، بيبقى مجرد إعلان. والفكرة مو إنك تسوي فيلم طويل، لا، القصة ممكن تكون لحظة واحدة، موقف واحد، جملة وحدة، تغير نظرة الشخص. كثير إعلانات ناجحة انبنت على قصة صغيرة مثل “قبل وبعد”، “مشكلة وحل”، “لحظة تغيير”، “تجربة مستخدم”. هذه القصص توصل للناس أسرع من أي نص طويل.
الخطأ الخامس إن الإعلانات تركز على المميزات بدل الفوائد. الميزة تقول “وش المنتج”، لكن الفائدة تقول “وش يسوي لي أنا”. المتلقي ما يهتم بالمقاسات والأرقام والتقنيات لو ما شاف نفسه يستفيد منها. كثير براندات تقول “بطارية قوية، خامة ممتازة، سرعة عالية، ضمان طويل” لكنها ما تترجم ذي الأشياء لمعنى في حياة الشخص. بدل ما تقول بطارية قوية، قول “راح تقعد معك يوم كامل بدون ما تدور شاحن”. بدل ما تقول خامة ممتازة، قول “تعيش معك سنوات وما تتغير”. الناس تشتري الفائدة مو المواصفة. كل ميزة لازم تتحول لجملة واقعية تلمس حاجة عند الشخص. وهذا اللي يرفع معدل النقر CTR ويزيد احتمالية إن الإعلان يتحول لشراء.
الخطأ السادس إن الإعلان يشيل أكثر من رسالة. بعض الإعلانات تختنق من كثر الكلام. خصم، جديد، مميز، ضمان، أسرع، أفضل، أقوى… كلها في إعلان واحد. وبدل ما تكون إضافة، تتحول لإزعاج بصري. الإعلان الناجح هو اللي يعرف هدفه. إذا الهدف توعية، ركّز على الفكرة. إذا الهدف زيارات للموقع، ركز على دعوة واضحة. إذا الهدف مبيعات، ركز على الفائدة والحافز. الرسالة الواضحة هي اللي تمشي. الرسالة المزدحمة تضيّع الجمهور. وهذا سبب كثير حملات تخفق رغم إنها غالية. مو لأن المنتج سيء، لكن لأن الإعلان ثقيل وما يعرف وش يبغى يوصل.
الخطأ السابع إنه ما فيه CTA واضح. يمكن الإعلان ممتاز والناس يتفاعلون معه لكن ما يعرفون وش الخطوة الجاية. CTA هو الجسر بين المحتوى والتحويل. بدون CTA الإعلان يظل جميل لكنه ما يؤدي دوره. CTA لازم يكون مباشر وواضح. بدون تردد. اشتر الآن، احجز، شوف التفاصيل، تواصل معنا، اطلب… هذي الأشياء تحرك المستخدم. كثير براندات تخجل من CTA، فالإعلان ينتهي بلا نتيجة. CTA مو عنصر ثانوي، هو جزء أساسي من نجاح الحملة.
بعد ما شرحنا الأخطاء، لازم نعرف كيف نتفاداها. أول شيء معرفة الجمهور بعمق. مو معرفة سطحية. معرفة تبين لك كيف يفكر، وش يشوف، وش يضايقه، وش يفرحه. معرفة تخليك تقود الإعلان بدل ما يضيع منك. ثاني شيء تحديد الفكرة الرئيسية. جملة وحدة تلخص الإعلان. هذه الجملة هي اللي تصبح قاعدة تبني عليها المحتوى. بعدها اختصار الرسالة لجمل قصيرة وقوية. ثم تحويل الإعلان لقصة بسيطة تمشي مع إحساس المستخدم. اختبار النسخ المختلفة مهم، لأن الإعلان الجيد يولد بالتجربة. اليوم نسخة A تنجح بكرة نسخة B تتفوق. وأهم نقطة هي سرعة التعديل. الإعلانات ما تتحمل الانتظار. إذا أداء الإعلان نزل، عدل فورًا. لأن الخسائر تتراكم لو تركت الإعلان ينزل أكثر.
التصميم بعد له دور مهم. المفروض يخدم الفكرة، ما يغطي عليها. بعض التصاميم تكون جميلة لكنها تبلع الرسالة. التصميم الذكي يبرز النص، يوجه العين، يعطي الإحساس المناسب. لأن المتلقي يشوف قبل ما يقرأ. وإذا ما حس بالراحة البصرية ما يكمل.
وفي النهاية… الإعلان الناجح مو عن “الشكل”، الإعلان الناجح عن “الشعور”. وكيف يخلي الشخص يحس إن المنتج فعلاً يضيف له شيء. المحتوى الإعلاني صار جزء من الحياة اليومية. الناس تبغى شيء يشبهها، شيء يحترم وقتها، شيء يقدّم معنى مو مجرد كلام. كلما كان الإعلان واقعي وبسيط وقريب أكثر، كلما كان أقوى.
الخلاصة إن فشل الإعلانات مو صدفة. له أسباب واضحة. ومعرفة الأخطاء هي أول خطوة لصنع محتوى يعيش ويتفاعل ويحقق نتائج حقيقية. الذكاء اليوم مو إنك تصنع إعلان جميل… الذكاء إنك تصنع إعلان مفهوم، قريب، وله هدف، ويعرف كيف يقود المستخدم للخطوة التالية. ومع كل هذي الأدوات، البراند اللي يفهم جمهوره ويتقن رسالته يقدر يوقف فوق الزحمة… ويتسمع له.
اكتشف مقالات أخرى من مدونة ماز نكسا تساعدك تفهم السوق، الترندات، والهوية الرقمية بشكل أعمق.